كتاب شيعة لبنان والمنطلق الحقيقي لتاريخه للشيخ الدكتور جعفر المهاجر يفتح نافذة جديدة على تاريخ الطائفة الشيعية في لبنان. يشكّل الكتاب مرجعًا مهمًا لكل من يهتم بتاريخ لبنان الاجتماعي والسياسي.
بدايات الوجود الشيعي في لبنان
يشرح المؤلف كيف بدأ استقرار الشيعة في لبنان، ويربط ذلك بعوامل دينية وسياسية وجغرافية. استقر الشيعة أولًا في بعلبك والبقاع البعلبكي، ثم انتقلوا إلى مناطق أخرى مثل جبال الضنية وبلدة عِرقة. ومن خلال هذه الهجرات، أسسوا وجودًا ثابتًا في لبنان.
نهضات في المدن اللبنانية
لم يكتفِ الشيعة بالوجود السكني فقط، بل لعبوا دورًا فعالًا في النهضات الثقافية والسياسية. فقد شهدت مدن مثل طرابلس وجزين حركات شيعية تركت أثرًا كبيرًا في الحياة العامة. ومن هنا يظهر إصرارهم على المشاركة في صياغة مستقبل لبنان
مرّ الشيعة في لبنان بمحطات صعبة مليئة بالنكبات. ومع ذلك، واجهوا هذه الأزمات بمرونة وصبر. تمسكوا بهويتهم، وطوروا حياتهم الاجتماعية، وبقوا جزءًا فاعلًا من المجتمع اللبناني. بالإضافة إلى ذلك، استفادوا من التجارب التاريخية لبناء مستقبل أقوى.
يستند الشيخ جعفر المهاجر إلى مصادر تاريخية موثوقة. لذلك، يقدم سردًا متوازنًا بعيدًا عن المبالغات. أسلوبه واضح وسلس، مما يجعل الكتاب مناسبًا للباحثين وللقراء العاديين في الوقت نفسه. ومن ناحية أخرى، يجمع الكتاب بين البحث الأكاديمي والتحليل الاجتماعي.
يمنح هذا العمل القارئ فرصة نادرة للتعرّف على تاريخ الشيعة في لبنان بعمق ووضوح. لا يقدّم مجرد سرد للأحداث، بل يضع أمامه قصة متكاملة تكشف جذور الهوية اللبنانية وتوضح كيف تشكّل التوازن الاجتماعي والسياسي عبر القرون. بالإضافة إلى ذلك، يتيح الكتاب فهم الحاضر من خلال قراءة دقيقة للماضي، مما يجعله مرجعًا أساسيًا لكل باحث ودارس واهتمامات القارئ العادي.
يأتي كتاب شيعة لبنان والمنطلق الحقيقي لتاريخه ليضيف قيمة معرفية أصيلة إلى المكتبة العربية والإسلامية. فهو لا يكتفي بتوثيق وقائع، بل يقدّم رؤية متوازنة تكشف دور الشيعة في صياغة تاريخ لبنان. لذلك، يشكّل هذا العمل مصدرًا لا غنى عنه لفهم المجتمع اللبناني وتطوره، ويظلّ مرجعًا مفتوحًا لكل من يبحث عن الحقيقة بعيدًا عن الانحياز.
للمزيد عن التّاريخ الشّيعي تفقد تاريخ الشّيعة







المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.