كتاب “الشّيعة في العالم” هو دراسة تاريخية معمّقة تكشف مسار انتشار التشيع الإمامي الإثني عشري عبر العصور، شرقًا وغربًا. يقدم الكتاب رؤية شاملة لفهم كيف انتشر التشيع بعيدًا عن القوة أو الدعم السلطوي، وكيف اعتمد على إرادة شعبية وثقافة عميقة داخلية.
يتناول الكتاب أسباب الانتشار السلمي للتشيع، ويوضح كيف أن الهوية الشيعية امتلكت طاقة ذاتية سمحت لها بالتمدد والنمو رغم الضغوط السياسية والاجتماعية. على العكس من بعض المذاهب الأخرى، التي اعتمد انتشارها على خطط السلطة الحاكمة، جاء انتشار التشيع الإمامي عن طريق إرادة المجتمع نفسه.
يستعرض الكتاب الهجرتين التاريخيتين الهمدانية والأشعرية
يوضح كيف تحولت الهجرات القسرية من العراق، بسبب بطش السلطة، إلى فرص تاريخية عظيمة ساهمت في ترسيخ التشيع فكريًا وثقافيًا وجغرافيًا. تظهر هذه الهجرات قدرة الشيعة على تحويل المحن إلى إنجازات كبيرة، وهو أمر يكرّره التاريخ في مناسبات عديدة.
كما يركز الكتاب على القوة الداخلية للهوية الشيعية، التي تحوّل المحن إلى نجاحات. كل هجرة أو تجربة صعبة كانت فرصة لإعادة بناء مجتمع جديد، وتوسيع التشيع كمزيج من الدين والثقافة والفكر. يوضح الكتاب كيف أن هذه القدرة على التكيف والصمود هي أحد أسرار استمرارية التشيع وانتشاره على نطاق واسع.
يحلل الكتاب أيضًا التفاعل بين المهاجرين والبيئات الجديدة التي استقروا فيها. يوضح كيف أثّرت الأرض وأهلها في تشكيل جغرافيا بشرية جديدة للتشيع الإمامي. كما يشرح كيف تمكن المهاجرون من الحفاظ على هويتهم الدينية والثقافية مع الاندماج في المجتمعات المضيفة. مما ساعد على بناء شبكات اجتماعية وفكرية قوية في مناطق مختلفة من العالم.
يتناول الكتاب الأبعاد الفكرية والثقافية للشيعة، مسلّطًا الضوء على تطور التعليم والفقه والممارسات الاجتماعية. كما يناقش الأبعاد السياسية، موضحًا كيف أن التشيع استطاع النمو في ظل بيئات أحيانًا معادية، وأحيانًا داعمة بشكل غير مباشر.
كتاب الشّيعة في العالم ليس مجرد دراسة تاريخية، بل هو مرجع شامل يجمع بين التاريخ، الاجتماع، الفكر والدين. إنه مهم لكل الباحثين والمهتمين بتاريخ الفرق الإسلامية، وللقراء الذين يرغبون في فهم كيفية تطور التشيع كظاهرة إنسانية وثقافية عالمية.
للمزيد عن التّاريخ الشّيعي تفقد تاريخ الشّيعة







المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.