يأخذنا هذا الكتاب إلى قلب التجربة الفقهية الإمامية عبر ثمانية فقهاء استحقوا لقب “الرواد”، ليس فقط لعلمهم، بل أيضاً لسبقهم في ابتكار طرق جديدة أثرت في الوسط العلمي والاجتماعي والسياسي من حولهم. فهو استمرار للبحث الذي بدأه المؤلف في كتابه السابق نشأة الفقه الإمامي ومدارسه، غير أن تركيزه هنا يتجه إلى الرجال وراء النصوص: من هم؟ ما الوسط الذي عملوا فيه؟ وما الأثر الذي تركوه في الفكر والعمل؟
في مقدمة الكتاب، يُعرّف المؤلف معنى “الرائد” باعتباره المبدع الذي يبتكر طريقاً جديداً ويقنع الآخرين بالسير عليه، لا مجرد دليل عابر. ومن خلال هذا المفهوم، يستعرض نماذج فقهية مختلفة:
-
موسى بن عبد الله الأشعري الذي وضع اللبنة الأولى لمركز قم الشيعي.
-
محمد بن علي الكراجكي الذي وصل بين المشرق والمغرب الشيعي.
-
الشهيد الأول محمد بن مكي الجزيني الذي جمع الفكر بالعمل، وصاغ مشروعاً شيعياً جديداً في لبنان.
إنها دراسة تبرز كيف أن الفكر الفقهي لم يكن مجرد نصوص نظرية، بل كان دوماً مشروعاً عملياً مؤثراً، قاد حركات، غيّر موازين، ورسم ملامح التشيع الإمامي في مراحل حاسمة من تاريخه.







المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.