مقدمة عن الشيخ حبيب آل إبراهيم
كتاب “المهاجر العاملي – الشيخ حبيب آل إبراهيم” يقدم دراسة شاملة لحياة أحد أبرز الشخصيات الشيعية في بعلبك بين 1886 و1965م. يسرد الكتاب رحلة الشيخ الفكرية والدينية والاجتماعية منذ نشأته في قرية حنويه مرورًا بمرحلة تعلمه في النجف، وعمله الإصلاحي في العراق، وصولًا إلى استقراره في بعلبك.
وُلد الشيخ حبيب في حنويه، وتعلم القرآن أولًا على يد الشيخ محمد بن حسن مروّة، ثم واصل تحصيل العلوم العربية والدينية في حلقات العلم المحلية. بعد وفاة والده، سافر إلى النجف سنة 1910م لاستكمال دراسته الدينية. حيث درس على كبار العلماء مثل الشيخ علي والشيخ باقر الجواهري، وتأثر بالمرجع السيد الأصفهاني.
أمضى الشيخ حبيب سنواته في الكوت والعمارة، حيث واجه التبشير البروتستانتي ونشر أفكاره الإصلاحية. كتب عدة مؤلفات للرد على المبشرين، مثل: “منهج الحق”، و”قل جاء الحق”، و”محمد الشفيع”، و”الانتصار”. أسس عيادة طبية مجانية ومدرسة “الهدى” ومجلة “الهدى”، لتعزيز الوعي الديني ومواجهة التأثير الاستعماري الثقافي والاجتماعي.بك
في 1933م، استقر الشيخ في بعلبك بناءً على طلب الأهالي، حيث أمضى ثلاثًا وثلاثين سنة في تعليم وتوجيه المجتمع. أسس المساجد والمدارس والمطبعة، وعمل على حل النزاعات المجتمعية، وزرع المعرفة الدينية والثقافية، محدثًا أثرًا مستدامًا على بنية المجتمع المحلي.
تولى الشيخ حبيب علاقات مهمة مع المرجعيات الدينية الكبرى مثل السيد أبي الحسن الأصفهاني، كما سعى إلى رعاية العلويين في سوريا وإرسال بعثات تعليمية للشباب. كما زار مراقد الأئمة في العراق وإيران، واستمر تأثيره حتى السنوات الأخيرة من حياته.
منهج الدراسة وأهمية الكتاب
يعتمد الكتاب على المنهج التاريخي التحليلي، من خلال جمع وتحليل نتاج الشيخ الفكري والمعرفي والثقافي، مقارنة بالواقع الاجتماعي في بعلبك. يقدم الكتاب رؤية متكاملة لشخصية الشيخ الإصلاحية وتأثيره على المجتمع، ويعد مرجعًا أساسيًا لدراسة علماء الشيعة في لبنان والعراق وأثرهم على الإصلاح الاجتماعي والديني.










المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.