الشيخ جعفر المهاجر

الشيخ الدكتور جعفر المهاجر

نموذج متكامل لـ العالم – الباحث – المؤرخ. جمع بين عمق الحوزة في النجف، ورصانة البحث الأكاديمي في الجامعات، وخبرة القضاء، ليصوغ مسيرة فكرية تركت بصمتها على الدراسات التاريخية الشيعية.

أسّس مركز بهاء الدين العاملي عام 2014 في بعلبك، تقديرًا لولادة وطفولة الشيخ بهاء الدين العاملي (البهائي). يهدف المركز إلى تأهيل الباحثين، نشر الأعمال العلمية، إحياء التراث الشيعي.

المولد والنشأة

وُلد الشيخ الدكتور محمد جعفر بن سليمان المهاجر في مدينة بعلبك بتاريخ 28 آذار/مارس 1940. ينتمي لنسل علمي عامل: هو محمد جعفر بن سليمان بن حبيب بن محمد بن حسن آل إبراهيم العاملي (المهاجر)، وينحدر نسبه إلى قبيلة همدان اليمانية. جده الشيخ حبيب آل إبراهيم (المهاجر العاملي، 1886–1965) كان عالمًا بارزًا ومصلحًا وشاعرًا وأثر في المجتمع على المستوى الديني والاجتماعي

الدراسة الحوزوية والأكاديمية

النجف الأشرف (1952 – 1962): أُرسل من قبل جدّه عام 1952، فالتحق بالحوزة العلمية حيث درس أحد عشر عامًا.

من أبرز أساتذته:

  • السيد أبو القاسم الخوئي (فقه وأصول).
  • السيد محمد باقر الصدر (فقه).
  • الشيخ محمد رضا المظفّر (فلسفة وعلم كلام).
  • السيد محمد تقي الحكيم (أصول الفقه).
  • الشيخ محمد تقي الإيرواني (فقه).

حصل على إجازات علمية من السيد الخوئي والسيد الصدر. انتسب إلى كلية الفقه في النجف وتخرّج في دورتها الأولى عام 1962.

بيروت (1963 – 1970): بعد عودته إلى لبنان التحق بعدة كليات جامعية: تخصّص في اللغات وأصول البحث التاريخي. نال شهادة الماجستير في التاريخ عن أطروحته: الهجرة العاملية إلى إيران في العصر الصفوي: أسبابها السياسية ونتائجها الثقافية. حصل على دكتوراه الدولة (الدرجة الأولى) عن أطروحته: جبل عامل بين الشهيدين.

المسيرة العملية

عُيّن بعد عودته إلى لبنان قاضيًا في سلك القضاء الشرعي الجعفري، حيث مارس القضاء لعقود قبل أن يُحال إلى التقاعد عام 2004 بلقب “قاضي شرف”.

بالتوازي مع عمله القضائي، انصرف إلى البحث والتأليف والتحقيق العلمي في التاريخ الشيعي السياسي والثقافي.

الشيخ حبيب آل إبراهيم

الشيخ حبيب آل إبراهيم

كان الشيخ حبيب آل إبراهيم أكثر من عالم دين تقليدي؛ لقد كان روحًا نابضة في زمنه، وصوتًا حمل همّ الإنسان قبل أن يحمل همّ المنبر. وُلد في حنواية جنوب لبنان، لكنه ما لبث أن حمل غربته على كتفيه، مهاجرًا إلى العراق وسوريا، ناشرًا العلم، داعيًا إلى الحق، مدافعًا عن كرامة المظلومين.

في العمارة بالعراق أسس مطبعة ومجلة “الهدى” لتكون منبرًا ينطق باسم الإسلام المحمدي الأصيل، وفي اللاذقية وقف إلى جانب العلويين ليُثبت هويتهم الإسلامية الجعفرية، فكان سندًا للمحرومين وصوتًا للمستضعفين. لم يعرف الشيخ حبيب لغة الطائفية أو العصبية، بل حمل قلبًا واسعًا يسع الجميع، وشعرًا يفيض بالمحبة والوجدانيات.

لم يكن مجرد فقيه أو خطيب، بل كان شاعرًا يسكب وجدانه في أبيات تحيي ذكرى الرسول وآل البيت عليهم السلام، في قصائد مثل “المولد والغدير” و”المحاضرات العمارية”. كان يؤمن أن الدين روح تُعاش قبل أن يكون نصوصًا تُتلى.

لقد رحل الشيخ حبيب عام 1965، لكنه ترك وراءه ميراثًا من النقاء والصلابة، من العلم والرحمة، من الفكر والشعر، لتكون ذكراه حيّة في نفوس من عرفوه. وما كان تأسيس حفيده الشيخ جعفر لمشروعه العلمي إلا امتدادًا لتلك الروح المضيئة التي ورثها عن الجد، ليظل اسمهما معًا شاهدين على تواصل الرسالة عبر الأجيال.

Scroll to Top